إحتراف أم إنحراف ؟

إحتراف أم إنحراف ؟
بقلم : عبد الله الرافعي
صدعوا رؤوسنا بالإحتراف و الرقي بالكرة الجزائرية ، وعددوا لنا منافعه، و صوروا لنا مستقبلا كرويا جزائريا يخال الواحد منا بفعل ذلك الهرج و المرج أن ملاعبنا سوف لن تختلف كثيرا عن "الكامب نو" و " البرنابيو" و " أولترافورد" … لكننا رأينا لاعبي بطولتنا يغادرون الملاعب عند نهاية كل مباراة بعرقهم بعدما لعبوا في ميادين تصلح لكل شيء إلا لكرة القدم . و يهيمون على وجوههم بحثا عن "دوش" . لأن الـ "دوش" بالملاعب غير موجود ! و تحدثوا بإسهاب عن التكوين حتى قلنا إننا – و الحمد لله – سنكتسب مخزون نجوم يجنبنا عناء استجداء خدمات الفرونكوجزائريين، و الوقوف كالشحاذين على أبواب الأندية الفرنسية، كالمطلقات اللائي يستعطفن مطلقيهم لمنحهن نفقات أطفالهن . ولكن الأمر غير ذلك تماما، لأننا مع الأسف استيقظنا بعد الهرج و المرج الذي نومنا تنويما مغناطيسيا على أمر الحقائق، حتى تحول الإحتراف المأمول إلى انحراف مهول. صدقوا أو لا تصدقوا ، عميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر يواجه هذه الأيام ورطة لم يسبق له، بل لم يسبق حتى لفرق دونه درجة و سمعة ووجودا أن تورطت فيها منذ نشأته. تخيلوا ناد يلعب مباراة مصيرية في رابطة أبطال إفريقيا بعد أيام قلائل ليس لديه حارس مرمى!! ذلك أن العميد كان له ثلاثة حراس، هم محمد لمين زماموش المتواجد مع منتخب المحليين بالسودان في حكم الغائب. و بوهدة الصديق الذي انتقل إلى صفوف جمعية وهران في الميركاتو، و هو الآن في حكم الراحل رغم أن إدارة العميد "المحترفة جدا" دونت اسمه على القائمة التي بعثت بها إلى "الكاف" تحسبا لمواجهة نادي "بانغي" في لقاء العودة. أما الحارس الثالث فهو بلال الذي يقضي الخدمة الوطنية بالجيش. و هو كذلك في حكم الغائب رسميا. و عليه فهذه أولى قطوف الإحتراف الدانية . بطل الجزائر… عميد الأندية الجزائرية… المتوج بأول كاس قارية جزائريا… ممثل الجزائر في أرقى و أغلى المنافسات القارية بلا حارس مرمى!! فهل بعد هذا كله نقول إنه إحتراف!!؟؟



عبد الله الرافعي
كاتب صحفي جزائري
abdellah_errafii@hotmail.com

عاشت الايادي سلمت يداك على الموضوع المتميز