عندما تود ان تطرح فكرة لا تترد في ذلك هذا ما سعيت اليه حينما كنت شابا يافعا هادئا في افكاري منسجم العواطف مجمل الرؤى لعلي كنت كثير المزاح ولكن مع ذلك فقد كنت متواصلا بالاخرين بطريقة عادية ان لم اقل اني كنت اسخر حينا من بعضهم .يا الله .....وتدور الايام واصبح عديم النفع جامد التفكير تافه الى درجة يتفه بها مني التفه بحد ذاتي وهكذا شعرت اليوم برغبة في التنفيس عما يجول في خواطر قلبي حيث تجتمع معاني الحياة فليس هنالك باب اشد تعبيرا من القلب فهو مصدر الانفعالات العارضة السطحية او الطارئة الصريحة او الطويلة العميقة ....ليت لي القدرة على نزعه من جسدي وطرحه ارضا فقد افقد عديدا من المشاعر الراقية ولكن ذلك يعد ممتعا لاجل التجرد من هواجس ذلك النابض البشري فهو كثيرا ما يجرنا الى اختبارات صعبة في الحياة تارة باسم العائلة او الاصدقاء واخرى بذلك الشعور الرائع الذي يرسم لنا جداولا وانهارا في اعماقنا بل نجوما واقمارا وشموسا في عقولنا واكوان اخرى يسيطر فيها الحب على مجرى كل شيء ....اه ماذا اقول ...........؟ الحب ....اكاد لا اصدق اني لفظت هذه الكلمة لقد ظننتني نسيت هذه الكلمة ورميتها خارج قاموسي اللغوي الذي تضائل هو كذلك بل ظننت نفسي مسحتها تماما من عقلي يوم حلت علي اللعنة الابدية يوم ان تزعزع ما تسمونه انتم بالقلب ....تبا لذلك المشهد لو كان احد الكتاب القدماء واشير هنا بالضرورة الى الكتاب اليونانين الذين اجادوا في فن الوصف والتعبير لجعلوا من قصتي اطارا واسعا لتراجيديا حسية يقينا سيبقى ذلك اليوم محفورا في قلبي الى ابد الابدين ....الى ان اعود سالما ان شاء ربي الى دنيا الاخرة ....لعلكم تودن ان تعلموا حقيقة ماجرى لي ذلك اليوم .......ان ماجرى لي هناك لم يكن سوى ما يجعلكم تنهضون باكرا الى اعمالكم ومدارسكم اني لم اتميز عن اي بشري ولم افعل الا ما فعله الاخرون لكن ما لم افهمه هو من اين جاءت بتلك الكلمات ....لعلها لم تكن الا جنية والا بماذا افسر كلماتها تلك ....انها كلمات سحرية بل اسطورية كما كنا نسمع في الازمان الغابرة عن مغامرات هرقل واساطير العرب الخالدة حينا من الدهر .....لعلها كانت ابنة رئيس الجان واحسرتاه ......لاني لاقيت ذلك الرد المقذع وذلك الكلام الوعيد الذي لا يعبر عن رفض فقط بل يتعداه الى فكر مغاير تماما لمنطقنا نحن البشر ويا حسرتاه كيف اني صمدت في وجهها ...انا نفسي تعجبت كثيرا لما لم اذهب من لحظتي الى جبال من الجبال او غابة من الغابات حيث ازوي بوجهي بعيداولا يراني هناك احد سواي ......لعلي كنت يقينا من احجية القلب لذا لم اتاثر حين كانت تراهن علي بملايين الكلمات باني ساسقط امامها سانحني ...ساتجرع سمها الذي عولت عليه لطرحي كما طرحت اخرين قبلي ....اثناء ذلك جاءتني دعوة من قلبي .....ذكرتني كيف على اجابه ان احارب ......عقدت العزم وتذكرت نفسي وتلك الملاحم التي شاركت فيها من قبل لعلي لم اربح فيها كلها ولكني لم استسلم على الاقل .....تذكرت اصدقائي وما فعلوا ..افعالهم تكاد تكون عظيمة ...اجل لقد حاربوا وانتصروا ومنهم من ينتظر ....هنالك استجمعت قواي وضغطت على شفتي السفلى لكي تعطيني مزيدا من القوة واللامبالاة والعبث ....يقولون انه اذا ضغطت على شفتك السفلى فكانك شربت وعاءا من الخمر اما اذا ضغطت على شفتك العلوية حيث تلك الاسنان الباقية فستصير اشبه بطفلة صغيرة في ليلة زفافها ذلك الذي لم تختره بارادتها ....المهم اخذت الاحظ بعد ذلك تغيرات بدات تطرا على الموقف .فجاة احسست بقدرة غريبة على التناغم مع تلك اللحظات فشحذت همتي وقررت انه لا مجال لي الان الا بمصارحة خصمي بالحقيقة المرة ....لعلي بعدها لن احتاج الى نزاله وخوض غمار معركة لم استعد لها بعد ....واخذ العالم يتضاحك من حولي وتلك الاهازيج التي لم تكن صارت غير واقعية ....ولم افهم حقيقة ذلك ....الا بعد ان وعيت نفسي اقول لها ....احبك